تونسي حول نفايات المناجم إلى مواد بناء
قرر الأستاذ الجامعي، عبد الملك غنام، التضحية بوظيفته في مجال التدريس بهدف تحقيق حلمه في تأسيس مشروع يسهم في تحويل مخلفات التربة إلى أحجار بناء، ملتزمًا بالمعايير البيئية. يقع هذا المشروع الصناعي في بنزرت، وقد بدأت فكرته تتجسد عام 2010، حيث يستفيد من تحويل النفايات المتراكمة في المناجم المغلقة بالمنطقة إلى قرميد.
وفي تصريحاته، أوضح غنام أن هذه التربة هي بقايا منجم الحديد الذي أغلق قبل أكثر من 20 سنة، ويمكن تحويلها إلى قرميد بواسطة ضغطها. يعتبر إنتاج القرميد من التربة المضغوطة حلاً لعدة مشاكل، بما في ذلك مشكلة تكلفة الطاقة، إذ يمكن تقليل تكلفة الطاقة بشكل كبير وخلق فرص عمل.
وتظهر فوائد بناء القرميد الترابي في توفير ما يصل إلى 50% من التكاليف وتسريع عمليات البناء، مع الإشارة إلى أن القرميد يحتفظ أيضًا بالحرارة. ورغم مواجهته لتحديات في البداية بسبب الظروف السياسية وتردد المستهلك في استخدام طوب التربة، إلا أن إيمانه بأهمية المشروع حفزه للمضي قدمًا.
وأشار غنام إلى أن مبيعات المشروع تشهد نموًا يصل إلى 25% سنوياً منذ عام 2010، حيث قدمت الشركة خدماتها لأكثر من 600 عميل حتى الآن. ومن بين هؤلاء العملاء، هناك دار ضيافة صديقة للبيئة تم بناؤها باستخدام القرميد الخاص الذي ينتجه المشروع.
وأكد غنام على شغفه بالبناء الإيكولوجي وحبه للعمل الذي يقوم به، معتبرًا أن السكن الإيكولوجي هو اتجاه استراتيجي مستقبلي، خاصةً في ظل التحديات المتعددة التي يواجهها العالم في مجال الطاقة.
لمعرفة كيف تقوم بعزل الصوت في البيت بطريقة بسيطة و ناجعة، إضغط هنا