أقدم مئذنة في تونس مئذنة جامع القيروان الكبيرة

المآذن، تلك الأبراج الشاهقة للمساجد، هي رموز بارزة للعمارة الإسلامية في جميع أنحاء العالم. في تونس، تقف مئذنة جامع القيروان الكبيرة كشاهد حي على التاريخ والعبقرية المعمارية الإسلامية

تُعرف مئذنة جامع القيروان الكبيرة، المعروفة أيضًا باسم “برج الثلاث فوانيس” أو “المنصورة”، باعتبارها أقدم مئذنة في تونس. تقع هذه المئذنة في المدينة المقدسة القيروان، وقد بُنيت في القرن التاسع، تحديدًا في عام 836، تحت حكم الخليفة الغالبي زيادة الله الأول.

تصميم وعمارة / أبعاد ومواد البناء

تقف مئذنة القيروان بارتفاع يصل إلى حوالي 31 مترًا. وقد بنيت من الحجر، وهو مادة شائعة الاستخدام في العمارة الإسلامية في المنطقة. يبلغ طول قاعدتها المربعة حوالي 8.5 متر، وتزين كل واجهة بأنماط هندسية وخط عربي متقن.

نمط العمارة

تشهد عمارة مئذنة جامع القيروان الكبيرة على تأثير الأنماط الأموية والعباسية. يظهر شكلها العام كبرج شامخ وأنيق، وهو مميز بثلاثة طوابق، أو “فوانيس”، حازت عليها لقبها.

الأهمية التاريخية والثقافية

تُعتبر مئذنة جامع القيروان الكبيرة أكثر من مجرد هيكل معماري. إنها تُعتبر واحدة من أهم الرموز للهوية الإسلامية في تونس. عبر القرون، بقيت شامخة على الرغم من التحديات التي مرت بها من زمن وصراعات، ممثلة استمرارية وإصرار الشعب التونسي.

تم تصنيف هذه المئذنة، مع جامع القيروان الكبير نفسه، ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1988، مما يؤكد أهميتها التاريخية والثقافية للبشرية بأسرها.

في الختام، تُعتبر مئذنة جامع القيروان الكبيرة أكثر من مجرد بناء من الحجر. إنها شاهد حي على العبقرية المعمارية الإسلامية والتراث الثقافي الغني لتونس. من خلال ثلاثتها من الفوانيس، تنير سماء القيروان لا تنير فقط عقول الذين يتأملون جمالها، بل تذكرهم بالتاريخ والروحانية التي شهدتها قبل أكثر من ألف عام.